الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بقلم محمد المنصف بن مراد: فــي حالـة عـدم قصــف داعــش وأنصار الشّريعةجويا، ما الحــلّ؟

نشر في  17 فيفري 2016  (09:12)

منذ أسابيع وإلى يومنا هذا وأنا أؤكّد آن تهديدات  دواعش ليبيا وأنصار الشّريعة  للشعبين الليبي والتونسي لا يمكن التصدّي لها بالديبلوماسية ولا بالقوات العسكرية الليبية التي تشكو انقسامات وأيضا افتقارها للأسلحة المتطوّرة القادرة على حسم المعارك وبالتالي الحرب.
ورغم انّ الأغلبية الساحقة من الأحزاب وكذلك الحكومة التونسية ترفض ايّ تدخل أجنبي بما في ذلك القصف الجوي، فانّي أصرّ على انّ القصف الجوي على مواقع محدّدة اكتسحتها داعش وأنصار الشريعة، إضافة الى تحرك الجيش الليبي والقبائل الليبية، هو الحل الوحيد لحماية الشعب الليبي وحماية مصالح تونس.. علينا ان نتساءل في حال عدم تدخل جوي أجنبي، ما الحل للقضاء على داعش؟ هذا السؤال يجب ان تجيب عنه كل الأطراف وخاصّة الحكومة التونسية التي اختارت سياسة التحصّن والانتظار وهو أسوأ اختيار في تقديري.. انّ هذا الموقف السلبي لم ولن يحمي تونس من هجوم مفاجئ سيتزامن مع تحرّك الخلايا الداعشية والارهابية النائمة في بلادنا..

انّ رفض التدخّل الأجنبي في ليبيا بما في ذلك القصف الجوّي له دوافع ايديولوجية مثل القومية العربية التي تعادي الامبريالية، كما انّ له دواعي منهجية ترتكز على الحياد وعدم التدخّل في شؤون الآخر، علما أنّ الطبقة السياسيّة التونسية تكرّر كالببغاء هذه الفكرة ولم تدرس الوضع الجديد للتوصّل الى استراتيجيّة مغايرة.. وللتذكير فانّ بورقيبة الغيور على تونس كان اتصل بالحكومة الفرنسية لدراسة امكانية تدخّلها خلال أحداث قفصة لكن الجيش التونسي تمكّن في الأثناء من القضاء على المرتزقة، ولو كان الزّعيم  حيّا اليوم لربّما دافع عن تونس دون اية عقدة او نصائح من «الأصدقاء». ان الدّفاع عن حرمة التراب التونسي والتحكّم في الاضطرابات واحباط عمليات ارهابية هي التحدي المنتظر الذي لم تعرف تونس مثله من قبل وأقصد بذلك حماية الحدود من هجوم ارهابي بري او بحري وفي الوقت ذاته التصدي وسحق المجموعات الارهابيّة في المدن والجبال.. كل الدراسات الاستراتيجية التونسيّة يجب ان تأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات الجديدة.. وكم صدعت بهذه الأفكار ولكن ما من مجيب..

 ويوم الاثنين الفارط تناقشت على أمواج اذاعة «كلمة» مع الدكتور ابراهيم البابا والدكتور مراجع نوح وهما شقيقان من ليبيا، ويمكن تلخيص افكارهما في مايلي:
1) لا توجد أيّة شعبية للحركات الارهابية مثل داعش و«أنصار الشريعة» اللذين يعدّان ما بين 5000 و7000 «مجاهد» أغلبهم من جنسيات أجنبية..
2) انّ المنظّمات الارهابيّة تفرض إرادتها بالترهيب والقتل في المناطق التي تحكم قبضتها عليها مثل سرت ودرنة وفي الجبال القريبة من الحدود التونسية وحتى بنغازي.
3) لقد وقع تزويد هذه الجماعات الارهابيّة بأسلحة متطوّرة برّا وبحرا من قبل حكومات «صديقة»..
4) انّ عددا هاما من الارهابيين المنتمين لداعش وفجر ليبيا يحملون الجنسية التونسية وهدفهم الأساسي هو تونس ثمّ الجزائر.
5) انّ فجر ليبيا منظّمة اسلامية مسلحة.
6) انّ الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة تدعو الى اعتماد القصف الجوي للمجموعات الارهابية وترفض اي تدخل بري لأنّ القبائل وجيش حفتر قادران على هزم الارهابيين.

في الختام على الحكومة التونسية ان تستعدّ لكل السيناريوهات وأمّا الاختيار الأسوأ فهو الانتظار وتوخّي استراتيجية دفاعية، وفضلا عن ذلك فقد كان عليها التنسيق مع القبائل والحكومة الرسمية الليبيّة وجيش حفتر ومصر وبعض البلدان الغربيّة للإطاحة بالحركات الارهابيّة، علما انّ هذه المواجهة ستستغرق أشهرا وربما سنوات.. أمّا التنسيق مع الجزائر فهو ضروري رغم انّ احتراز الحكومة الجزائرية يتلخّص في خوفها الشّديد من ان تقترب مجموعات ارهابيّة من حدودها مع تونس ومن حدودها الصحراوية مع ليبيا، وذلك هروبا من القصف الجوي، وكان من المفروض ومن مصلحة تونس والجزائر ومصر ان تتفق حكوماتها على حرب استباقية بالتنسيق مع المؤسّسات والجماعات الليبية الرافضة لداعش وأنصار الشّريعة وحتى مع بعض البلدان الغربية بما يمكن من استئصال هذا الطاعون.
في حالة عدم قصف داعش وأنصار الشريعة من طرف الغرب بالطيران، ماهو البديل؟ هل لتونس مخطط للانتصار على داعش وأنصار الشريعة وحلفائهما؟ هل لنا مخطط هجومي للقضاء على الإرهابيين داخل المدن التونسية وعلى هجوم ينطلق من ليبيا؟